Slider

تمزق الجسد تواصل الإرادة

aCsDn

يزداد الشتات الفلسطيني تشظيًا عامًا بعد عام، ذلك بمعناه المادي المباشر دون أدنى مبالغة؛ فخلال العقود الأخيرة، أو بالأصح منذ النكبة، يعيش الفلسطينيون تهجيرا تلو الآخر، فقد انقض العدو وأدواته في حملة تلو الأخرى على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين لإنهاء وجودها، هذا المسار بجانب الدور المتعاون مع العدو والمعادي ضد الوجود الفلسطيني للعديد من حكومات الدول المضيفة وقواها السياسية المتربطة بمعسكر العدوان، قاد لإعادة توزيع الفلسطينيين قسرًا على عدة جولات فتلاشى تدريجيًا دور عواصم الوجود الفلسطيني والفعل السياسي والنضالي المرتبط به في دول الطوق، الأردن الذي جرد فيه الفلسطيني من هويته النضالية كما السياسية، ومخيمات سوريا التي شرد أهلها، وكذلك مخيمات لبنان التي لاحقتها المجازر تباعًا، كما جولات الطرد والتهجير التي قامت بها العديد من النظم الخليجية ضد الفلسطينيين المقيمين على أراضيها.

هذا التشتيت والتمزيق الذي لا يقتصر على ملايين الفلسطينيين خارج فلسطين، ولكن أيضًا يطال أهل الأرض المحتلة، فقد مزق العدو اتصالهم الجغرافي، ووضعهم في معازل تخضع لحكم عسكري رهيب بكل ممارساته وثناياه، ينتمي أكثر من شيء آخر للفاشيات التي عصفت بالعالم وجولات الإبادة الجماعية التي مارستها الدول الاستعمارية في ضفتي العالم الجديد والقديم.

هذا مسار القمع، والتفتيت، الإبادة، الإخضاع، إخماد الصوت، إرادة المستعمر والقاتل ونواياه، وتجسيد مشروعه، ولكن إرادة عموم الفلسطينيين تظهر في السنوات الأخيرة، اتجاه إعادة تلاحم الجسد، وكسر المعازل، وترميم تعبيرات الهوية الجامعة، التي هيمنت عليها لبعض الوقت خطابات واصطلاحات ولغة تستبطن اعتراف بالعزل الاستعماري واستسلام له رغم استنكارها له، هذا ما استطاع الفلسطيني تجاوزه فعليًا بالنضال خلال السنوات الأخيرة، ورغم أهمية وقيمة الحديث عن الوعي وبناء الهوية والنضال الثقافي والمعنوي، ولكن ما أعاد للفلسطينيين حقيقة اتصالهم وأكد جذريته في بناء مصيرهم المشترك هو خيط الدم؛ فالنضال والتضحيات المرتبطة به هو ما أعاد للخطاب الفلسطيني سقفه، ولذوي الشهيد في جنين الصلة بشهيدهم في النقب وبالبيت المهدم في غزة.

قد يكون الاشتباك المباشر والعنيف مع الآلة العسكرية الصهيونية في الأرض المحتلة كفيل بمعالجة قصور كبير في أدوات التنظيم الوطني، ولكن الخارج الفلسطيني أبعد من أي وقت مضى عن فرصة الاشتباك المباشر مع المحتل، كما أن التهجير الجديد بجانب تمزيقه للمجتمعات، فإنه يضع مزيد من الفلسطينيين يوميًا في أوضاع من عدم الاستقرار واليأس، فيما يتعلق بشأنهم الشخصي والوطني.

هذا الوضع لا يمكن تجاوزه بإلقاء الخطابات أو بالندوات العامة، بل بتحديد أهداف نضالية، وعناوين للاشتباك، مع أدوات الاحتلال خارج فلسطين، بما يخرج الفلسطينيين خارج بلادهم من حالة التضامن إلى حالة الفعل الوطني التحرري، ويحول التواصل القائم على علاقات القربى والتعاطف والانتماء، إلى صلات جدية بين فروع وأدوات شبكة النضال الوطني الفلسطيني.

لا تقل مشاكل وانقسامات فلسطينيي الخارج عن الداخل، ولكن أسوأ ما يعيب الحالة الفلسطينية خارج فلسطين عجزها حتى عن تجاوز هذه الخلافات وخلق جزر للفعل المشترك تتلاقى عليها مركبات وحالات نضالية موحدة، وكذلك استعادة القدرة على الربط الحقيقي للمهمات وأولويات النضال بالموضع المركزي وهو الأرض المحتلة.

بوابة الهدف.

بيانات الاتحاد

Slider

بيانات الاتحاد

Slider

نشرة صوت الشعب

2023-01-24
نبض الشعب 24-1-2023
2023-01-17
نبض الشعب 17-1-2023
2022-08-30
نبض الشعب 30\8\2022
2022-08-29
نبض الشعب
2022-08-25
نبض الشعب 25\8\2022
Slider

نشرة صوت الشعب

2023-01-24
نبض الشعب 24-1-2023
2023-01-17
نبض الشعب 17-1-2023
2022-08-30
نبض الشعب 30\8\2022
2022-08-29
نبض الشعب
2022-08-25
نبض الشعب 25\8\2022
Slider

تمزق الجسد تواصل الإرادة

aCsDn