تعودنا على مبادرات المصالحة والمسامحة ، التي خلت دوما من الصراحه ، مبادرات تصدر هنا وهناك ، بعضها فردية وشخصية أنانية إنتهازية تبحث عن موقع ومنصب ، وأخريات منبثقة كلها من رحم الأزمات وشدة الخلافات وعمق الإنقسامات ، المنحصرة بين سلطة الضفة الغربيه ، وسلطة قطاع غزه ألإخوانية التبعيه ، وكأنه لا وجود للقوى الفلسطينية الفصائلية العروبية المقاومه ” الجبهة الشعبيه لتحرير فلسطين ” ذات الفكر القومي والإنتماء العربي. و العيش المشترك ، ألتي ترفع راية الكفاح المسلح ، اللغة الوحيده ألتي يفهمها قادة الكيان الصهيوني الإجرامي ، وتعمم ثقافة الصمود والمقاومه ، والإسلامية المجاهده الأخرى ” الجهاد الإسلامي ” ، ولا وجود للقوى الوطنية الحزبية الديموقراطية السياسيه ، والنقابيه المهنيه ، والثقافيه الإجتماعيه ، والنسائية والتعليمية . والأخطر من كل ما ذكر ، تجاهلهما لوجود الشتات الفلسطيني وعدم الإكتراث به ، الأسير في مخيمات ألذل والإهانة والحرمان ، والمشتت في كافة أرجاء العالم ، يعاني من قسوة الغربة والكربه والحنين إلى الأهل والوطن ، الذي يفوق في تعداده وإستعداداته وقدراته عدد شعبنا الصامد الصابر والمقاوم ، الذي يعيش تحت قسوة الإحتلال وظلمه وعنصريته وطغيانه وبطشه وبلطجية مستوطنيه ومراقبة وملاحقة ما يسمى بقوى الأمن الوقائي للسلطتين . الشتات الفلسطيني هو الوحيد الذي يملك حق العوده وإتخاذ القرارات حول ذلك .
ببالغ الحزن والأسى ، رأينا ما آلت إليه من الفشل الذريع كل الإتفاقيات التي وقعت تحت سقف ضغوط المخابرات ، وأرضية سوء النيات ، وزيف الإبتسامات والمعانقات والتهاني والتبريكات ، فقد تبين ووضح لشعبنا الطيب المعطاء الكريم أن هذه الإتفاقيات كلهاكانت إتفاقيات هدنة معلنه ، تركن فيها جميع الخلافات والمناوشات إلى إشعار آخر .
لكن الحقيقة الوحيده التي تجاهلتها السلتطان المتخاصمتان الحاكمتان ، ذاتا التبعية الخارجيه ، أو تعامت عنها ، أنه من المستحيل المطلق تحقيق أو نجاح أي مبادرة للمصالحه والمسامحة لتتم الوحدة الوطنيه ، إذا لم تكن نابعة من صميم إرادة الشعب الفلسطيني لتحقيق أمنياته ورغباته ، في إطار قاعدة التمسك والتشبث بالثوابت الوطنيه والقوميه العربية الفلسطينيه ، والميثاق الوطني الفلسطيني الأصيل والغير معدل ، والتفعيل الفوري لمنظمة التحرير الفلسطينيه والمجلس الوطني الفلسطيني الذي تحول إلى دار للعجزة المتقاعدين وطنيا وفكريا وجسديا ، مع إحترامنا الكبير لتاريخهم النضالي والوطني ، “ولكن سنة الحياة والطبيعة تقول لكل شئ له بداية وله نهايه ” ، لذا يجب اليوم وقبل الغد القيام بإختيار قيادات شابة ثورية وحدوية ، تؤمن بالكفاح المسح ، لتحقيق الأهداف الساميه
التي أسست من أجلها وهي واضحة وضوح الشمس والقمر وجلية لا تقبل الجدال أو النقاش ، وهي تحرير الوطن المغتصب ، مجرمي وقراصنة ومرتزقة القرن العشرين الصهاينه اليهود وأجرائهم وعملائهم من خنازير الخليج وآل سعود ، بإستخدام جميع الوسائل التي نصت عليها الشرائع السماويه والقوانين الدنيوية والحقوق المدنيه لتحرير الأوطان والإنسان ، وقرارات الأمم المتحده التي أصبحت منحازة ودمية في يد التحالف الصهيوأمريكي البريطاني الفرنسي ، الحاضن للرجعية العربية الدكتاتوريه الفاسده ، ومشايخ وملوك وأمراء العمالة والخيانه والمعادي لدول محور المقاومة الديموقراطية ، ولهذا فقدت مصداقيتها عند الشعوب الحره .
وعلينا جميعا أن لا نسير في إتجاه بوصلة الآخرين ، وخاصة من إعترف بالكيان الصهيوني المحتل وشرع وجوده وإحتلاله ومشاريعه الإستيطانيه والتوسعية والتهويديه ومن طبع معه سرا وعلانيه ، وهذا يعني لنا وبكل صراحة ووضوح أنهم إنخرطوا في المحور الصهيوأمريكي العدائي لشعب فلسطين بأسره مسيحيين ومسلمين ومذهبيين ، ورفعوا راية الإنهزام والإستسلام ، وأخذوا يعملون بجهد غير معهود ولا مسبوق للمحافظة على أمن الكيان وإستقراره وسلامة مستوطنيه .
فلا عباس الذي يعاني من التعفن الفكري والموت الضميري والراكب في قطار الرجعية العربية المتخلفة الجبانة والعميله ، ولا هنيه التابع لحركة الإخوان المسلمين العالميه ويأتمر بأوامرها، المسيطران على السلطة بقوة السلاح والمال الملوث ، يملكان الشرعية الدستورية والمعنوية لإتخاذ قرارات فرديه أو ثنائيه مصيريه تتعلق في حاضر ومستقبل الوطن المحتل والشعب العربي الفلسطيني الصامد والمقاوم سواء في الوطن المغتصب أو دول اللجوء المضيفه وخاصة الشتات المستقل .
الدكتور راضي الشعيبي